الحكاية الثالثة: في كل اسبوع.. يوم جمعة
نُشر في: الجمعة، 21 ديسمبر 2012
كُتب بواسطة: Yasmen Refaat
التاريخ: الجمعة، 21، ديسمبر 2012.
المكان: أمام أحد المساجد المعروفة بالتجمع الثالث - مدينة القاهرة الجديدة.
في كل اسبوع، يوم جمعة...
يوم جمعة، يتكاسل فيه الرجال القاهريون صباحاً، بالكاد يستيقظون قبل الصلاة بدقائق..
يوم جمعة، تنشط فيه النساء القاهريات صباحاً، بالكاد يعددن الغداء ليكون جاهز بعد الصلاة بدقائق..
يوم الكسل القاهري..
إلا أنه بالنسبة للبعض هو أكثر الأيام نشاطاً.
يختفون طول الاسبوع، ليظهروا ليلة الخميس؛ استعدداً للجمعة من أول النهار. يفترشون بضاعتهم أمام المساجد الكبيرة. اختيار ذكي للمكان والزمان!
لا أعلم أين يختفون طول الاسبوع! هيئتهم توشي بأنهم من الأرياف أو الصعيد أو مزيج من الإثنين معاً. هيئة متواضعة بسيطة، لكنهم أذكياء جداً. هم احسنوا استغلال الزمان والمكان، كذلك احسنوا استغلال "كسل" القاهريين. فالقاهريات النشيطات صباحاً،لن يذهبن الى السوق الرئيسي. فبذلك يبتعن احتياجتهن منهم قبل الصلاة. أما بعد الصلاة، فهو وقت الذروة، الجميع خارج لتوه من المسجد، فلا ضرر من التبضع قليلاً. "دول قدامنا اهوه، لسه هانروح السوق الرئيسي.. ماهم قدامنا اهوه!".
ظاهرة السوق المقام امام المساجد أيام الجمعة منتشرة في القاهرة ابتداءً من أقدم جامع بها، جامع عمرو بن العاص، حتى أجدد جامع بها في مدنها الجديدة.
إلى الآن ما من مشكلة! التجارة شطارة...
غير انطباع التضاد الشديدة من حالة النظام والنظافة "المفترضة" داخل المساجد، إلى حالة "السويقة" والقاذورات خارجه.. ما من مشكلة!
غير ما يسببه هذا التضاد من ازدواجية في العقل و النفس والقيم... ما من مشكلة!
غير "مشكلة الجمل" التى وصفها عز الدين شكري فشير بقوله:
"شرح لي أبي نظريته في القاهرة، التي أسماها "نظرية الجمل". قال إنه يمكنك أن تفعل أي شيء تريده في القاهرة، ولن يوقفك أحد. لا توجد هنا تلك اللائحة الطويلة من التعليمات واللوائح والقوانين المقيدة لسلوك البشر، مثلما هو الحال في باريس. الناس في الغرب أصبحوا كأنهم نيترونات أو كواكب صغيرة يدورون في أفلاك، لا يمكنهم الفكاك منها. في نيويورك أو واشنطن مثلا، لو تركت سيارتك في مكان غير مخصص لك، لأخذها البوليس في أقل من نصف ساعة. أو أوقع عليك غرامة باهظة. وربما يتطور الأمر إلى قضية في المحكمة. ولو رفضت الدفع، لحكم عليك بالسجن. ويمكن فعلا أن تذهب إلى السجن بسبب هذا! في القاهرة، لو اشتريت جملا، وركبته، وأوقفته أمام بيتك، لما عارضك أحد. أقصى ما يمكن أن يحدث أن يأتي إليك شرطي المرور ويقول لك بأدب شديد: "من فضلك طلع الجمل قدام شويه علشان الطريق"!
.. ما من مشكلة!
في كل اسبوع.. يوم جمعة - الحياة في القاهرة |
ملحوظة: العنوان مقتبس من اسم رواية لـ: إبراهيم عبد المجيد. لم أقراء الرواية بعد! فلا أعلم مدى التشابه بين العنوان هنا وبين أحداث الرواية.
--------------
إعدادات الكاميرا:
# Nikon D3100
# f/25, 1/25 sec, ISO-100, 20mm focal length, no flash.
حلوة قوى اللقطة يا ياسمين جميلة :)
ردحذفهبة رفعت
شكرا يا هبة :)
حذف